التأقلم مع التغيّرات المناخيّة.. تونس أمام تحديات
بينت رئيسة المنتدى الوطني للتأقلم مع التغيرات المناخية نسرين شحاتة أن أهداف أسبوع التأقلم مع التغيّرات المناخيّة في تونس الذي انطلق من 14 إلى 19 أكتوبر الجاري تتلخص أساسا في تجنيد كافّة الفاعلين وأصحاب المصلحة من أجل العمل المشترك وإرساء حوار منسجم وفعّال حول قضايا التكيّف مع التغيّرات المناخيّة، مع تعزيز التّفكير الجماعيّ لاتخاذ حلول مستدامة.
وقالت شحاتة في تصريح لموزاييك على هامش ورشة عمل من تنظيم الصّندوق العالميّ للطّبيعة WWF بشمال افريقيا والمنتدى الوطنيّ للتأقلم مع التغيّرات المناخيّة FNACC، بالشّراكة مع التّعاون التّنموي الألمانيّGIZ أن تونس تواجه قابليّة متزايدة للتأثر بالمخاطر المناخيّة، التي تفاقمت بسبب الموقع الجغرافي للبلاد في حوض البحر الأبيض المتوسّط. والواقع أنّ ارتفاع درجة حرارة حوض البحر الأبيض المتوسّط أصبحت أسرع بنسبة 20% من المتوسّط العالميّ، ممّا يعرّض تونس لتأثيرات كبرى على جميع المستويات.
كما أصبحت آثار ظاهرة الاحتباس الحراري ملموسة، مع تكثّف تهديدات الجفاف وندرة المياه وتأثير ذلك على القطاع الفلاحي والغذائيّ وتدهور حالة النّظم البيئيّة الطبيعيّة والمناطق الساحليّة.
إلتزامات واضحة من تونس
ولمواجهة هذه التحدّيات، قدّمت تونس التزامات واضحة من خلال مساهمتها المحدّدة وطنيّا في مجال التّنمية المستدامة والشّاملة، بهدف الصّمود في مواجهة آثار التغّيرات المناخية بحلول سنة 2030. كما تقوم تونس بإعداد خطة التكيّف الوطنيّة من أجل تعزيز القدرة على الصّمود ودمج التكيّف في سياسات التّنمية.
وأكدت محدثتنا في الخصوص على أهمية سياسة التّوعية للمواطنين ومنظمات المجتمع المدنيّ والمنظّمات الفلاحيّة والمهنية والشّركات الخاصّة لتنفيذ مناهج متماسكة ومنسجمة تتأقلم مع خصوصيّات القطاعات والسّكان والمجتمعات المحليّة.
وشارك في هذه التظاهرة ممثلو القطاع العامّ والوزارات المعنيّة والبلديّات والأكاديميّين والباحثين والخبراء في مجال التّنمية المستدامة لمناقشة مواضيع مختلفة تتعلّق بالتحدّيات الكبرى التي تواجهها تونس أمام خطر التأثيرات المناخيّة، في إطار ندوات وورشات عمل قطاعيّة.
وسيتم في مرحلة لاحقة دعوة صنّاع القرار وأصحاب المصلحة لتقديم ملخّص أعمال الأسبوع والنّتائج ومجموعة من التّوصيات لتحسين تنسيق التدخّلات واتّخاذ تدابير عاجلة فيما يتعلق بالتكيّف مع التغيّرات المناخيّة في تونس.
بشرى السلامي